التوكيدات الإيجابية وصفة باطنية تتسرب لتحل مع الأيام محل الدعاء(بمزاحمة)! ولتأخذ بممارسيها خطوة خطوة (بخفاء)نحو تأليه الذات وتأليه الكون.
-
السؤال:
قالت: ما رأيكم في التوكيدات الإيجابية؟
هذه التوكيدات في كل الأحوال هي استبدال للمنهج الصحيح في تزكية النفس وطلب المراد. فقد دلنا ديننا على الدعاء طلبا وثناء ، وعلى العمل بالأسباب التي ثبتت بالعقل الصحيح كالتخطيط وترتيب الأولويات والأخذ بأسباب النشاط والهمة وغيرها. فالعدول عن ما ثبت بالنقل وما ثبت بالعقل إلى توكيدات تتمحور حول الذات أو الكون أمر مستبشع لمن يعقل، وطريق باطني خطير متدرج إلى مذاهب تأليه النفس الباطنية. وإذا كانت هذه التوكيدات بهدف (الجذب) وبظن أن الكون يحقق ما يتم ترديده مؤكدًا ، فيستجيب للمراد! فهذا غاية في الضلال، وهو قول القدرية بأن الإنسان يخلق قدره! وإن كانت من أجل التحفيز وتنشيط النفس فلدينا في أعمال اليوم والليلة والأدعية المأثورة والآداب النبوية أعمالا وأقوالا كفيلة بتحويل سلبك إيجابًا، وتجعل إيجابك وثّابًا.
التوكيدات الإيجابية هي فكرة باطنية خبيثة الحقيقة، جميلة الظاهر ؛ تتدرج بصاحبها لتحل مع الأيام محل الدعاء الذي هو العبادة! تروج ضمن التطبيقات الوافدة مع الحركة العالمية الباطنية، التي صرّحت بأنها لا تهتم بما يوجد أو يتبقى في أذهان الناس من معتقداتهم، وإنما تهتم فقط بما يضاف إلى عقولهم وسلوكهم ، إيمانا بأن الزمن وقوة الإيحاء بفاعلية الوصفات الجديدة كفيلان بإزاحة القديم وتثبيت الجديد دون مقاومة. ولهذا لا يقولون اترك الدعاء ، لكنهم يؤكدون على أهمية ترديد التوكيدات الإيجابية والتحذير من الأفكار السلبية وجعل المؤثر الحقيقي بل والأوحد هو فكرتك التي في رأسك فهو التي تتجسد لتكون واقعك .
إنه منهج الباطنية منهج المزاحمة لا المواجهة، وقد أتانا نبينا بالبيضاء ليلها كنهارها فلنأخذ ديننا بقوة ولنفرح بفضل الله ورحمته الذي يترجم في استمساك واستعلاء .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المجيب:
د.فوز بنت عبد اللطيف كردي .