رقم | و / ٣ / ٢٩
تاريخ | ١٦ / ٥ / ١٤٤٤ هـ
• السؤال:
عن دورة اليقين، وعلاقة اليقين بالكرامات:
تضمن إعلان الدورة:
أهلا وسهلا فيك في دورة أثر اليقين في حياة المؤمنين، دورة اليقين ستعمل داخلك الكثير وستكون باب تغيير لحياتك بإذن الله.
محاور الدورة: ما هو اليقين؟ ما الفرق بين اليقين والتوكل؟ لماذا اليقين لا يعمل مع الجميع؟ ماهي القناعات والفايروسات التي عطلت اليقين؟ درجات اليقين، علاقة الصبر باليقين، رسائل الابتلاء، اليقين وعلاقته بالهبات والكرامات، كيف ترفع مستوى يقينك لترى دعواتك واقع بإذن الله؟
• الإجابة:
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
هذه الأفكار والعبارات هي تحريف للمصطلحات الشرعية وما تحويه من معاني، وتروج كثيرًا بسبب جهل عامة الناس ببواطن الأمور فيستعمل أولئك المحرفون المصطلح الشرعي بما يخدم أفكارهم المنحرفة، وهم يظنون أنهم بفعلهم هذا لم يخالفوا الشرع؛ لأنهم -بزعمهم- يستخدمون المصطلح الشرعي!
ولو تأملنا: اليقين، التوكل، الصبر… مصطلحات شرعية، لكن ما هو محتواها؟ فلسفي بحت! ويقصدون بهذه الأفكار: الوصول بالإنسان إلى درجة من العظمة كالرسل والأنبياء بل تتخطاهم، فيما يزعمون أن آخر درجات اليقين تأتي بالهِبات والكرامات…!
والكرامات في الشرع لا تحصل إلا للأولياء المتقين الذين ذكرهم الله بقوله: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [يونس:62-63]، فلا بد من إيمان وتقوى لحصول الكرامة، كما أن الكرامة ليست مطلبًا للمؤمن، بل واجبه أن يطلب رضوان الله تعالى بطاعته والثبات والاستقامة عليها، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: “كن طالب استقامة ولا تكن طالب كرامة”، والمحرفون على درجات متفاوتة، فمنهم من يهدف إلى إنكار المعجزات وأنها ليست للأنبياء فقط، ومنهم من يفتح باب الكرامات ويجعلها حاصلة لأي أحد دون قيد أو شرط، وهذا ظاهر في أنهم يعرضون المصطلحات الشرعية في مواضع غير مناسبة لها، مثل: اليقين يأتي بالهبات، اليقين يعمل أو لا يعمل! بزعم أنه كالقانون الحتمي الذي يعمل مع من ينتبه له ويستعد لحصوله، ويخفق عمله مع من لا يقوم بشروطه… إلى آخره.
نسأل الله الهداية إلى دينه وسنة نبيه ﷺ والثبات عليها، آمين.
هذا والله أعلم.
المجيب: د. جوزاء بنت مساعد السعدون
أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة المساعد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
قناة اسأل البيضاء:
https://t.me/ask_albaydha
.
