سؤال عن التشافي وجلسات التأمل

المشاهدات : 523

رقم | د / ٢ / ٥

تاريخ | ١٢ / ٦ / ١٤٤٤ هـ

• السؤال : 

 رسالة طويلة مطلعها:

كيف نقرأ “القرآن” بطريقة تأمل وتشافي للجسد والروح ونستفيد من طاقته وكأنك مسوية “جلسة تأمل”!

ثم ابتدأت بالوضوء قبل القرأة، مدعية أن الوضوء ينظف ما يسمونه بالهالة، وشاكرا العين الثالثه، والتاج، “فيقوى اتصالك بالله”؛

ثم ذكرت عدة ممارسات فلسفية مخلوطة بقراءة القرآن. كأخذ نفس عميق وتخيل شلال أبيض من النور عند القراءة، مع دمج ذلك بفلسفة الشاكرات، وادعاء أن المدود تتوافق مع صوت الشاكرات (هام -وأوم)

إلى آخر الحشو بالفلسفة في هذه الرسالة. 

وتزعم في آخرها: أن أي شخص يقرأ بهذه الطريقة المبتدعة فإنه يقوم (بتنظيف الروح)، وقد يصاحب ذلك اكتئاب وكوابيس وتنمل وبكاء .. وتزعم أن هذا من نتائج التنظيف والتحرر من كتلة الألم وتراكمات الطفولة وتدعو لعدم مقاومتها.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

• الإجابة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد:

التنظيف أو (تنظيف الروح)، من إفرازات الفلسفة الروحانية المستقاة من الفلسفة الشرقية.

وأصله وغايته؛ اعتقاد تحرر الروح من الجسد والوصول للاستنارة .

ووسيلته: عند عامة الشرقيين من الهندوس وغيرهم ما يسمى بـ(الكونداليني يوغا)

وقد ترجمها المعلم البوذي الروحاني (ديفيد هاوكيز) في مقياسه الفلسفي، وزعم أنها درجات الوصول لـ(الوعي المطلق)، والحصول على الاستنارة المزعومة وتأليه النفس عند هؤلاء الملاحدة.

وخلاصتها: اعتقاد وجود طاقة كامنة في الداخل، ويرمز لها بأفعى راقدة أسفل الظهر يطلقون عليها (قوة الوجود).

ولتنظيف الروح وتحررها -حسب اعتقادهم- يجب إيقاظ هذه الأفعى بعدد من الوسائل كالتأمل والتخيل، والتنفس الطقسي، ووضعيات اليوغا الجسدية والصوتية.

لتتدفق أثناء استيقاظها وتمر بمراكزها السبع (الشاكرات) وصولاً إلى مايسمونه (الأجنا) أو (العين الثالثة-شاكرا الجبين).

ثم الاتحاد بأعلى مركز لديهم واسمه (السهسرارا-شاكرا التاج).

وهذا يُدرَك عندهم من خلال (القفزة) أو الخطفة أو ما يسميه بعضهم (بالحدس) اللامكاني.

ومن جراء هذا الاتحاد تحدث الاستنارة الشيطانية، والتي هي أشبه ما تكون بالصعق الكهربائي أو احتراق الجهاز العصبي كما يصرح بذلك هاوكينز وغيره.

وكل شاكرا لها رمز معين (مودرا).

وصوت معين (مانترا).

ومسؤول عنها (إله) من آلهتهم.

وأوم: هو الصوت الكوني عند الهندوس المعبر عن اتحاد الآلهة، وهو  مرتبط بشاكرا الجبين لديهم.

وهذه الممارسات الموغلة في الضلال، تسمى عندهم (تنظيف الروح) خابو وخسروا بل هي تضييع الروح وإسلامها للشيطان ليحتنكها.

ومما يصفه هؤلاء الضُلاّل من آثار هذه الممارسات؛ حصول الاكتئاب أو الفصام والإحساس بمشاعر مضطربة من الخوف والبكاء والألم، وسماع الأصوات الغريبة، أوالإحساس بوجود أشخاص وأنفاس في المكان، ويخادعون الناس بأن هذا هو طريق التحرر من كتلة الألم الدفينة، ومواقف الطفولة! أو (الكارما).

ويطالبون بالاستسلام لذلك تماماً وعدم مقاومته، أو (السماح بالرحيل)!

فإذا عرفت حقيقة هذه الممارسات الاعتقادية وأصولها الباطلة، وآثارها الخبيثة، فهل يسوغ لمسلم تصديقها  أو استخدام مصطلحاتها؟

أو محاولة التقريب بينها وبين معطيات الشريعة؟

• فالمروج لهذه الأمور بخلطها بالقرآن والأذكار؛ مضلل للناس غاش لهم، من جهتين:

– من جهة تصحيح ممارسات أهل الباطل وتحسين مسمياتهم، بدمجها بالشرع المعصوم وتسطيح الفلسفة الإلحادية لتصبح ديناً .

علما بأنها اعتقادات إلحادية صرفة لاحظ لها من العلم و الواقع.

-ومن جهة ابتداعه في دين الله ما ليس منه، فمن أين له هذه الممارسات غير المشروعة ؟ وهل ورد في كتاب الله تعالى أو سنة نبيه ﷺ أن هذه هي طريقة الاتصال بالله؟

أو أن القرآن  يُقرأ بهذه الطريقة المبتدعة على طريقة الهندوس ليؤثر في الروح؟

ولمزيد اطلاع على حقيقة هذه الممارسات يراجع: اضغط هنا 

هذا والله أعلم.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب: أ.هناء بنت حمد النفجان

باحثة دكتوراه بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

قناة اسأل البيضاء: 

‏https://t.me/ask_albaydha

.

الأرشيف

سؤال عن “التولبا”
سؤال عن : كارما الأجداد
القائمة