إن ممارسة خط الزمن هي من ممارسات البرمجة اللغوية العصبية، والتي تعتمد على الذاكرة وطريقة تخزين المعلومات فيها. فأصحـاب ممارسة الخـط الزمنـي (تاد جيمس و وايت وود سمول وغيرهم)، يزعمون أن التسلـسل الزمني هو العنصر الرئيس في شخصيـة الإنسـان.
وهذه الممارسة تقوم على مبادئ التنجيم والمفهوم الإغريقي القديم عند “أرسطو” و غيره في أن الإنسان يخزّن تجارب حياته على شكل خطوط محددة. وأيضا، يزعم أصحاب هذه الممارسة أنه يُوجد في هذا الكون نجوما لكل شخص خاصة به، ومن خلال التأمل والتخييل أو التنبؤ في بعض الأحيان يتولد إحساس عميق في معرفة الشخص ذاته (من أين أنا؟) من خلال هذا الخط الزمني الخاص به على اعتبار أن هناك نقطة ما في حياة هذا الشخص متعلقة بهذا الكون توصله لما يبحث عنه. فأصحاب هذه الممارسة في الغرب يزعمون أن لديهم إرادة حرة مطلقة لمضادة القدر التي تمكّنهم من تغيير طرق حياتهم باختيار منهم.
ولذلك فأصحاب هذه الممارسة يحاولون استخراج الخط الزمني للشخص، ومن ثم يتم تغيير اتجاه أو مكان الخط الزمني المراد لخلق المستقبل وإعادة زرع الأمنيات والأحلام أو إزالة عواطف وأفكار غير مرغوبة.
فالخط الزمني ببساطة عبارة عن عملية لجمع المعلومات المطلوبة لبرمجتها ومحاولة معرفة الاختلاف في تخزين الذكريات الماضية والتصورات المستقبلية اللاواعية. وبعد جمع هذه المعلومات كما الحال في التنويم المغناطيسي يتم غرس ما يُراد غرسه عن طريق الأدوات الأخرى للبرمجة. ومن خلال هذا الخط الزمني يخاطب الشخص و يُؤثر عليه ويُطلب منه الإجابة على بعض الأسئلة الموجهة لاستخلاص ما في ذاكرته وجمع المعلومات عن شخصيته وعواطفه وأفكاره السلبية والإيجابية حول الأحداث السابقة وأمنياته المستقبلية من خلال تخيل خط أو منحنى وهمي على الأرض أو الجدار أو من خلال عملية التخييل الذهني. وكل هذا قائم على ما يُسمى بقوانين (العقل الباطن) من جذب وضبط وتحكم و تنبؤ وغيرها. وبعض ممارسي هذه الطريقة في الغرب يُدخل معها تكامليا شيئا من أمور الطاقة الروحية.
ولذلك، فلا أرى أن هناك فرق في مضمون الفعل بين من يستخدم الطرق و الخط في الأرض أو قراءة الفنجان أو قراءة الكف ومن يستخدم الخط الزمني فقد جاء التحذير والوعيد في الطرق الزاعمة معرفة الغيب بالحدس والتخمين و غيرها كما صح عنه ﷺ أنه قال: «العيافة والطيرة والطرق من الجبت» (رياض الصالحين ٥٣٥). وأيضًا: «العيافة زجر الطير، والطرق الخط يخط في الأرض».(صحيح أبي داود 3307).
فجميعهم يشتركون في الزعم بمعرفة الأمور والاستدلال على ما يجري من الحوادث و الحالات بمقدمات يُستدل بها أو ظنون حدسية وتخمينات أو أسئلة بجوابها للتأثير على الناس. و ليس هناك علاقة بما يُسمى (العقل الباطن) وقضية تقدير وتدبير الحياة ومعرفة الأمور غير الظاهرة والغيبية، وغير ذلك من الأمور (المسببات كما يظن أصحابها) التي تستعمل لمعرفة الغيب والمغيبات والأحوال والأحداث والإخبار عما يحدث أو لشفاء الأمراض.
كل ذلك يدخل في حكم أمور الكهانة المحظورة؛ لأن القلوب يجب أن تتعلق بالله خالقها ومدبرها الذي يملك الضرر والنفع والخير والشر وبيده الخير وهو على كل شيء قدير.