ما هكذا يا دكتور عوض تُورد الإبل(1/2)

المشاهدات : 823

لقد اطلعت على ما كتبته الاستاذة الفاضلة فوز كردي حول موضوع البرمجة اللغوية العصبية في ملحق الرسالة على جزءين، وما كتبه الدكتور الفاضل عوض القرني من رد عليها في ملحق الرسالة. أيضا في يوم الجمعة 25 جمادى الاولى 1424هـ وكذلك ما كتب في الملحق ذاته بتاريخ الجمعة ١٨ جمادى الأولى، تحت عنوان (بعد الدراسة التي نشرتها فوز كردي فتوى شرعية من د. عوض القرني حول NLP). 

قرأت هذه المقالات عدة مرات، فاستغربت ذلك الهجوم العنيف من د. عوض القرني، ذلك الرد الذي وصفه ملحق الرسالة في اليوم السابق لنشره بأنه رد ناري. وحقيقة فإن المدقق في هذا الرد يرى فيه تجنباً واضحاً وعدم إنصاف وبعداً عن الحيادية والموضوعية. فقد وقع الدكتور الفاضل فيما أخذه وعابه على الاستاذة فوز، وسأكتفي في هذا الموضوع بإيراد ما وقع فيه من الملاحظات التي أنكرها، لأظهار عدم الانصاف المتمثل في إباحة الانسان لنفسه ما يلوم فيه غيره، فمن المآخذ التي ذكرها:

بعد الاستاذة فوز عن المنهجية العلمية، وأنها تلقي الكلام على عواهنه، وأنها لم تحدد المصادر التي استندت إليها، وأن في مقالها لا تكثر الأحكام المطلقة والعبارات القطعية دون أن تكلف نفسها ذكر مرجع علمي واحد، أو عالم واحد وحين قرأت مقالة د.عوض وجدتها تخلو مما يطالب به الأستاذة فوز فهو حين قدم توطئة عن البرمجة اللغوية العصبية بأن العلوم عموماً تنقسم قسمين علوم ذات هوية وخصوصية تعبر عن عقيدة، وعلوم حياتية لا خصوصية لها، وليس لها معتقد.. إلى آخره..

وكذلك فعل حين نقد تعريفها للمنهج العلمي، بل أن كل مَقَالِهِ لم نر فيه ذكراً لمصدر واحد او عالم واحد. وأنا أعلم أنه ليس بشرط أن تكون المقالات متضمنة لتوثيقات علمية، ولكن هذا هو مطلب الدكتور الذي كان يلح عليه، وكأنه شيء الزامي، وقد بنى كثيراً من جوانب رده عليه.

 كذلك يعيب عليها استخدامها للمصطلحات الغربية، وإنها تفضلت في كتابتها بالانجليزية والعربية لتنال براءة تجاوز سطحية التفكير. فأي عيب في كتابة المصطلحات بالعربية والانجليزية؟ بل إن المبرر في هذا المسلك أن المصطلح في أصله غربي، فمن باب التوثيق أن تكتبه برسمه الأصلي مع ترجمته. وإذا كانت كتابة المصطلح الغربي عيباً، فماذا يكون أخذ الفكر الغربي الذي ظهرت حوله تساؤلات كثيرة؟؟

 كما يشجب عليها استشهاداتها بأقوال الغربيين مع أنها في نفس الوقت تنكر الوافدات الغربية، يقول: (لقد امتلأ مقال الأخت فوز بالتناقضات والمغالطات، ومن أمثلة ذلك أنها تبني مقالها كله على رفض البرمجة لأنها وافد من الغرب، ثم تجعل أكثر مقالها استشهادات من أقوال الغربيين لكنها مع الأسف استشهادات غير موثقة). أين التناقض والمغالطات في قولها؟ لقد استشهدت في مقالها بأقوال الغربيين الذين رفضوا هذه البرمجة التي ولدت أولاً في ديارهم ولم يتقبلوها لاكتشافهم زيفها، وهذا المنهج الذي أتبعته الأخت فوز منهج رباني للدلالة على قوة الحجة، متمثل في قوله تعالى: {وشهد شاهد من اهلها}، فقدمت تقييمين نقدا البرمجة اللغوية، الأول مقدم للجيش الامريكي من الأكاديميات القومية الذي قدم ثلاثة تقارير الأول: عام 1988م والثاني: عام 1991م، والثالث: عام 1994م والتقييم الثاني صاحبه روبرت لحارول- أستاذ الفلسفة والتفكير الناقد بكلية “ساكرمنتوا” الذي قال رغم اني لا أشك أن عدداً من الناس قد استفادوا من جلسات الـ (NLP) إلا أن هناك العديد من الافتراضات الخاطئة أو الافتراضات التي عليها تساؤلات حول القاعدة التي بنيت عليها الـ (NLP) فقناعاتهم عن العقل اللا واعي والتنويم والتأثير على الناس بمخاطبة عقولهم شبه الواعية لا أساس له. كل الأدلة العلمية الموجودة عن هذه الاشياء تظهر أن ادعاءات الـ (NLP) غير صحيحة، أن علم (NLP) كما يذكر د. عوض القرني في تحليله من العلوم التي تقوم على معطيات عقلية أو تجريبية او مادية حياتية، فهو من العلوم الحيادية المشتركة بين الثقافات المختلفة كعلم الطب والهندسة والمحاسبة والادارة وهذه العلوم تخضع للمنهج التجريبي، وقد قامت دولة (على الرغم من اختلافنا معها كافة مسلمة) لكن لا يمكن أن ننكر أن لها باعاً طويلاً في الدراسات العلمية، قامت بتكوين لجان علمية رسمية، حيث باشر معهد بحوث الجيش الامريكي بتمويل أبحاث تحت مظلة تحسين الأداء البشري على أن تقوم بها الأكاديميات القومية التي تتكون من كل من الأكاديميات القومية للعلوم والهندسة والطب والبحث العلمي وتعتبر هذه الأكاديميات بمثابة مستشارة الأمة الامريكية وقد تكونت من هذه الأكاديميات مفوضية العلوم الاجتماعية والسلوكية والتعليم ثم تم تكوين فريق علمي كان اختيار أعضائه على أساس ضمان كفاءات خاصة وضمان توازن مناسب وتمهد لمجموعات مختلفة بمراجعة البحوث حسب الإجراءات المعتمدة لدى أكاديميات البحوث الاربع. بعد هذا كله قدمت التقارير التي اثبتت فشل (NLP) و أوصت بمنعها بعد هذه التجارب والجهود العلمية يأتي أفراد معدودون وليسوا لجاناً علمية رسمية متخصصة بالدفاع المستميت عن صحة (NLP)!

وأنا اتمنى على المسؤولين أن يستنيروا بهذه الأبحاث إضافة إلى تكوين مرجعية علمية دينية متخصصة لتضيف مرئياتها الدينية وأثر هذه الفلسفات على العقيدة. فإذا ثبت خطرها على مناحي الحياة المختلفة التي تمت دراستها فكيف إذا ثبت خطرها على الدين والعقيدة؟! ولا تكفي إصدار فتوى من شخص واحد، هو من دعاة هذه الفلسفة – كما ثبت في ذيل المقال (مدرب معتمد في علم البرمجة اللغوية) ويلاحظ تقديم هذا اللقب على لقب مفكر اسلامي! فكيف يكون هو الخصم والحكم؟!

الكاتبة: د.نجاح بنت أحمد الظهار

الأرشيف

وقـفـات إيـمانـية مع الدكتور عـوض القـرني
خط الزمن
القائمة