-
-
السؤال:
رسالة من متخصصة تدرس الماجستير في علم النفس تقول: استفدت كثيراً من موقعكم جعله الله في موازين حسناتكم، ولدي استفساران:
الأول: بالنسبة لتحليل الشخصية من خلال خط اليد لو كانت هناك بحوث علمية حولها فهل ستكون جائزة؟ فمثلاً لو يقوم باحث بدراسة العلاقة بين طريقة رسم حرف معين وبين سمة معينة في الشخصية ثم أثبت وجود علاقة فهل سيكون هذا العلم حلالاً؟
الثاني: في دراستي الحالية لماجستير علم النفس التربوي نتطرق لمقاييس الشخصية ومن ضمنها مقياس “رورشاخ” الذي يعتمد على عرض الصور على المفحوص وهذه الصور ليس لها معنى ويطلب من المفحوص ذكر أكبر عدد من الاستجابات أي يذكر ماذا يرى في الصورة ثم تجمع الاستجابات المتشابهة مع بعضها حيوانات (عندما يذكر أي حيوان) أو جغرافيا (عندما يذكر صخور، خرائط،..) أو تشريح (عندما يذكر عظام) أو ألوان وظل وحركة. ثم يقوم الباحث بتحويل الاستجابة إلى حروف ويرى عدد تكرارها. وعلى أساسها يتم تحليل الشخصية وهناك برامج يمكن أن يستخدمها الباحث لتظهر النتيجة.
فما رأيكم في هذه المقاييس؟
-
الجواب:
سبق الحديث عن تحليل الشخصية من خلال الخط، وأنه إجراء غير علمي، مصنف على أنه علم زائف في الغرب، وهو في الميزان الشرعي قول بلا علم وكهانة وقد تعين الشياطين أهله فيذكرون بعض الحق كما بين ذلك رسولنا ﷺ.
وبإحالة الشق الآخر من السؤال للمختصة في الصحة النفسية والمتعاونة مع الموقع سعادة الدكتورة سحر كردي، أستاذ الصحة النفسية المساعد بجامعة طيبة أجابت موضحة:
- السؤال الأول:
العلاقة بين شكل الحرف وسمة معينة في الشخصية: الأصل في أساليب التعرف على الشخصية بالطرق العلمية أن يكون ذلك عن طريق المقابلة أو الملاحظة أو الاستبانة أو دراسة الحالة، حيث يتم التعرف على خصائص الشخص من خلال ما يتم ذكره عن نشأته وظروف حياته، وما يظهر عليه من تعبيرات انفعالية وغيرها، ومواقف التعامل… كل ذلك يمثل خيوطًا متعددة يتم من خلالها نسج صورة أقرب ما تكون إلى واقع الشخص.
والخلاصة أن الأساليب العلمية لا تعترف بغير الخبرة الفعلية في الحكم على شخصية الفرد وتحديد السمات المميزة لشخصيته، أما الارتباط بين شكل الحرف وسمة من سمات الشخصية فهي توقعات وظنون تصيب وتخطيء ، ويتم عادة تعميمها وتوليفها من مروجيها على نحو يشبه ما هو معمول به في استخدام الأبراج، وخطورة هذا النوع من الممارسات تكمن في التغرير بالأشخاص وادعاء معرفة وخبرة بسماتهم وبما يصلح لهم من أحوال وعلاقات ومهن وغيرها بل والتصدي لتحديد مشكلاتهم ووضع الحلول لها … كل ذلك يمكن أن يتم دون الالتقاء بالاشخاص أو السماع منهم! أي بالريموت (عن بعد) كما نعبر بلغة العصر…
وتعتبر دراسة العلاقة بين شكل حرف معيّن وبين سمة من سمات الشخصية كدراسة العلاقة بين الحرف الأول من اسم الشخص أو لونه المفضل أو الشكل المفضل أو…. وبين سمة من سمات الشخصية.. دراسة غير علمية، وقد تسفر عن وجود علاقة ما، وفقًا لقانون الاحتمالات، إلا أنها نتيجة لا يمكن الاطمئنان إليها علميًا، لوجود تعارض مع أصل علمي يقضي بخبرة الأفراد للتعرف على شخصياتهم.
وبالنسبة عن المقاييس العلمية، ومقياس “روشاخ” المعروف منذ ١٩٩٢م كاختبار اسقاطي يهدف إلى التقييم النفسي للمساعدة في تشكيل افتراضات حول الاضطرابات النفسية أو المشكلات السلوكية، فعادةً ما تستخدم نتائج هذه التقييمات من أجل التوصل لآراء وأفكار عامة عن الحالة (وليس بهدف التشخيص) بالإضافة إلى أساليب أخرى تشمل الاختبارات والمقابلات والملاحظة، ويتم استخدامه من قبل عالم نفس اكلنيكي حصل على الدكتوراه ثم حصل على تدريب سريري يعادل ٣سنوات، ليتمكن من تفسير ما يعبر عنه الشخص الذي يعاني من اضطراب معين، المشكلة في إخراج مثل هذه الاختبارات والمقاييس من سياقها الذي تستخدم فيه ضمن منظومة من أساليب القياس، وذلك أنه من المعروف أن معظم الاختبارات من هذا النوع تعطي قدرًا قليلا من الصدق والثبات.
واستخدام هذا الاختبار مستقلاً عن بقية أساليب التقويم التي كان لا بد أن تكون مصاحبة غير مقبول علميًا ، فضلاً عن كونه اختبار وضع في الأصل لتحديد الاضطرابات النفسية، ولم يكن الهدف منه تحديد نقاط القوة في الشخصية أو التوجيه المهني مثلاً.
وما تعرضه السائلة هنا من التطورات التي تمت إضافتها للاختبار، بتحويل الاستجابات إلى حروف ثم حساب تكرارها لتستخدم في تحليل الشخصية يثير مزيدًا من التساؤلات.
هذا من وجهة النظر النفسية ، ما الشرعية فلها أهلها.
-