أسأل عن حكم دورات القراءة التصويرية، وهل هي نافعة في حفظ الصحاح والمتون العلمية، وإن كان لها أي فوائد أو أضرار؟
أود التنبيه أولاً على أن القراءة الضوئية أو القراءة بكامل العقل تختلف عن القراءة السريعة التي تتم بتدريب صحيح منطقي ومعقول، أما الضوئية فليست إلا وهماً وادعاءً، يقدم في قالب من بعض المعلومات الصحيحة.
فالقراءة التصويرية أو الضوئية (Photoreading Whole Mind System) هي برنامج تدريبي من مخلّفات البرمجة اللغوية العصبية، يدّعي مدربه تحقيق قدرة خارقة على الحفظ والاستظهار، لكنه لا يقدم ولا يحقق وعوده في أكثر الأحيان، بل أكثر ما يعد به لا يعدو كونه ادعاءً يعجز المدرب نفسه عن تحقيقه.
وفي تجربة شخصية مع أحد مقدمي هذه الدورات من خلال أحد المتدربين، حيث قُدم للمدرب كتاباً لا يتعدى الخمسين صفحة ليقدم عرضاً حياً على جموع المتدربين ويرينا قدراته في القراءة الضوئية.
ولكن المدرب اعتذر -وهذا هو المتوقع- وتنصل وراوغ، وفي اليوم الأخير من الدورة أيضاً طلب منه نفس الطلب وعلى كتيب آخر من عشر صفحات فقط، وعندها أيضا سرد المدرب مجموعة من الأعذار ولم يقبل التجربة. مما يبين أنها غير نافعة لحفظ الكتب الصغيرة فضلاً عن الصحاح والمتون.
وفي دورة أخرى ادعى المدرب أن إحدى المتدربات قد حفظت القرآن الكريم بطريقة القراءة الضوئية المعتمدة على التنفس الارتقائي، وكذلك طلبت من الأخت الحافظة أن تكمل لي قراءة مقطع من سورة الشورى فاعتذرت بقولها حفظته في اللاواعي ويحتاج تدريب لإخراجه من اللاواعي للواعي!!
ومعلوم أن الممدوح هو الحفظ الواعي المتدبر، ثم إن التلاعب المتعمد بالوعي أمر يخشى من أضراره الصحية والدينية.
وحيث أن هذه الدورات هي من تطبيقات البرمجة اللغوية العصبية، فحكمها يلحق بحكم البرمجة اللغوية العصبية الذي قال به علماؤنا الأفاضل. |