أود الاستفسار عن العلاجات النفسية التي بدأت تنتشر كثيرًا مع الطب البديل هل يمكن إعطاء نبذة مختصرة عنها وتقييم لها؟
بداية أن أنبه على ضرورة الفصل بين أنواع العلاج النفسي المعروفة لدى المتخصصين في علم النفس أو الطب النفسي، لاسيما ما يعتمده المشهود لهم بالعلم والدين معاً أمثال الدكتور طارق الحبيب [1] وبين ما تداخل معه في الآونة الأخيرة تحت اسم الطب البديل الذي شمل بدائل علاجية بدنية ونفسية مبنية على معتقدات باطلة ، قد يكون لها تأثيرات إيجابية مؤقتة ولكنها تنشر ثقافة المعتقدات الباطلة بل وتدعو لممارستها عمليا ثم أنها لم تثبت بالمنهج العلمي المعتمد ومن ثم لا يثبت كثير مما يدعى من فوائدها ونتائجها الإيجابية .
ومصطلح الطب البديل واسع جداً وبوابة مفتوحة لم تضبط بعد، لذا دخل تحت مظلته كثير من الباطل والجهل إلى جانب الحق والعلم ؛ فتجد فيه كثيرا مما ثبت بهدي الكتاب والسنة ، وكثير مما ثبت بالمنهج التجريبي الصحيح، كما تجد كثيرا مما لا يزال في طور التجريب بالإضافة لكثير من الدجل والخرافات بل والوثنيات.
وقد تم قولبة العديد من الأفكار والمعتقدات المتعلقة بالنفس والعلاج النفسي بعد انتشار التدريب في مجال تطوير الذات والقوى البشرية بشكل دورات تدريبية انخرط في تعلمها وممارسة العلاج بها كثير من غير المؤهلين علمياً وشرعيا مما أسهم في نشر الأباطيل وخلط الحق بالباطل في هذا المجال .
وهذه بعض أمثلة لأنواع العلاج النفسي أو المسمى علاج تكاملي (أي نفسي وجسدي وعقلي) المبني على فكر عقدي منحرف وتطبيقات وثنية التي انتشر التدريب عليها والمعالجة بها على أيدي مدربين أكثرهم بعيد الصلة عن العلم الطبي أو النفسي وعن العلم الشرعي:
– العلاج بخط الزمن.
– العلاج بالبرمجة اللغوية العصبية.
– العلاج بالتأمل التجاوزي.
– العلاج بالتنفس التحولي.
– العلاج بالطاقة الحيوية، ويشمل تطبيقات كثيرة منها:
١. العلاج بالريكي و”التشي كونغ”.
٢. العلاج بقوة الأهرام النفسية.
٣. العلاج بالأحجار الكريمة.
٤. العلاج بالشموع والبخور.
العلاج بخط الزمن ممارسة من ممارسات البرمجة اللغوية العصبية، التي يدعي مخترعوه أنه طريقة معالجة تمكن من معالجة الإنسان من الأمراض النفسية ومحو مسبباتها بطريقة سريعة تعتمد على التعامل مع الذاكرة وفهم طريقة تخزين المعلومات فيها. وهي ممارسة مسجلة باسم “تاد جيمس” و “وايت وود سمول” [2] مبنية على الزعم بأن التسلسل الزمني للأحداث التي يمر بها كل إنسان هو “العنصر الرئيس في شخصية الإنسان، وعن طريقه يمكن معرفة وفهم شخصية كل إنسان. فذكريات وقرارات وتجارب وأقدار الإنسان الجيدة السيئة السابقة والآتية والمستقبلية تُجمع في هذا التسلسل الزمني طوال الوقت، وتُحدد كيفية تعلقها بالحياة” [3]. وهذا يعني أن خط الزمن هو مصدر ومخزن الأحداث!
وحقيقة هذه الممارسة تقوم على مبادئ التنجيم والمفهوم الإغريقي القديم عند آرسطو وغيره [4] في أن الإنسان يخزّن تجارب حياته على شكل خطوط محددة. وترتبط بما في الكون من نجوم؛ إذ لكل شخص نجوما خاصة به، ومن خلال التأمل والتخييل أو التنبؤ يتولد في بعض الأحيان إحساس عميق في معرفة الشخص ذاته ويكتشف الجواب الشافي لسؤال (من أين أنا؟) من خلال رؤيته للخط الزمني الخاص به على اعتبار أن هناك نقطة مّا في حياة هذا الشخص متعلقة بهذا الكون توصله لما يبحث عنه. وأصحاب هذه الممارسة في الغرب يزعمون أن لديهم إرادة حرة مطلقة لمضادة القدر التي تمكّنهم من تغيير ماضيهم وتغيير مستقبلهم باختيارهم وفي لحظات التركيز والتخيل لخط الزمن الشخصي. ولذلك يهتمون باستخراج الخط الزمني للشخص ومن ثم تحويل مساره في الماضي أو المستقبل عما هو عليه، ومن ثَم يتم تغيير اتجاه أو مكان الشخص في الكون ويمكن خلق مستقبل أفضل له أو إعادة زرع الأمنيات والأحلام أو إزالة عواطف والأفكار غير المرغوبة التي تؤثر في حياته ونفسيته وتعوق تقدمه وإبداعه.
فالعلاج بخط الزمني هو عبارة عن جمع للمعلومات المطلوبة عن الشخص أثناء حالة وعي مغيرة وذلك لإعادة برمجتها و تخزينها في الذاكرة بحيث لا تؤثر الذكريات الماضية والتصورات المستقبلية على الشخص، فمن خلال هذا الخط الزمني يخاطب الشخص ويُؤثر عليه ويُطلب منه الإجابة على بعض الأسئلة الموجهة لاستخلاص ما في ذاكرته وجمع المعلومات عن شخصيته وعواطفه وأفكاره السلبية والإيجابية حول الأحداث السابقة وأمنياته المستقبلية من خلال تخيل خط أو منحنى وهمي على الأرض أو الجدار أو من خلال عملية التخييل الذهني. وبعد جمع هذه المعلومات أثناء حالة من اللاوعي -كما الحال في التنويم المغناطيسي- يتم غرس ما يُراد غرسه عن طريق الأدوات الأخرى للبرمجة اللغوية العصبية.
وتتم عملية الجمع وإعادة البرمجة بناء على ما يزعمه متبنو هذا الفكر من ما يُسمى بقوانين (العقل الباطن) من جذب وضبط وتحكم وتنبؤ و غيرها.
ومن هنا فإن حقيقة مضمون الفعل لا يختلف بين من يستخدم الطرق والخط في الأرض أو قراءة الفنجان أو قراءة الكف و من يستخدم الخط الزمني. وقد جاء التحذير و الوعيد في الطرق الزاعمة معرفة الغيب بالحدس و التخمين و غيرها كما صح عنه ﷺ أنه قال: «العيافة والطيرة والطرق من الجبت» (رياض الصالحين ٥٣٥). وأيضًا: «العيافة زجر الطير، والطرق الخط يخط في الأرض» (صحيح أبي داود ٣٣٠٧).
فجميعهم يشتركون في الزعم بمعرفة الأمور والاستدلال على ما يجري من الحوادث و الحالات بمقدمات يُستدل بها أو ظنون حدسية وتخمينات أو أسئلة بجوابها للتأثير على الناس. وليس هناك علاقة بما يُسمى (العقل الباطن) و قضية تقدير وتدبير الحياة ومعرفة الأمور غير الظاهرة والغيبية، وغير ذلك من الأمور التي تستعمل لمعرفة الغيب والمغيبات والأحوال والأحداث والإخبار عما يحدث أو لشفاء الأمراض. وكل ذلك يدخل في حكم أمور الكهانة المحظورة التي تصرف عن التعلق بالله عزوجل والانتفاع بما أوجد من الأسباب المشروعة التي دل عليها الشرع أو توصل إليها الإنسان بصحيح العقل.
-
العلاج بالبرمجة اللغوية العصبية:
“البرمجة اللغوية العصبية” واختصارها الغربي “NLP” هي خليط من العلوم والفلسفات والاعتقادات والممارسات، تهدف تقنياتها لإعادة صياغة صورة الواقع في ذهن الإنسان من معتقدات ومدارك وتصورات وعادات وقدرات، بحيث تصبح في داخل الفرد وذهنه لتنعكس على تصرفاته . وقد تأسس هذا العلم وطُور في السبعينات الميلادية أي ما بين عامي١٩٧٣ – ١٩٧٨م على يد مجموعة من طائفة العصر الجديد الباطنية.
والبرمجة اللغوية العصبية هي ممارسات استبطانية لا تخضع للضبط التجريبي، ولا تتفق مضامينها مع المنهج العلمي المبني على صحة استخدام العقل وفحص المشاهدات لبناء فرضيات أو نظريات لها مصداقية إحصائية مقبولة في المنهج المعتمد في الدراسات النفسية والاجتماعية.
يقول الدكتور “روبرت كارول” أستاذ الفلسفة والتفكير الناقد بكلية ساكرمنتوا بكاليفورنيا: إنه من الصعب تعريف البرمجة، لأن الذين بدأوها والذين ساهموا في إخراجها استخدموا لغة غامضة مبهمة متلبسة غير واضحة، ولذلك أصبحت البرمجة تعني أشياء كثيرة يختلف فيها الناس. ويدّعي أهل البرمجة أنها تساعد الإنسان على التغيير بتعليمه كيف يبرمج دماغه، فيقولون : إننا أعطينا أدمغة ولم نعط معها دليل تعليمات التشغيل، فالبرمجة اللغوية العصبية تقدم لك “دليل مستخدم” للدماغ . ولذلك يطلق عليها أحياناً “برامج للدماغ” .
ويفسر كلام الدكتور “روبرت” سبب الخلاف الكبير حول تعريف البرمجة اللغوية العصبية وبيان حقيقتها بين الناس في عالمنا العربي، فالمدربون المسلمون يعرّفونها على أنها شيء جميل جداً، وتقنية نافعة جداً ويحاولون التقريب بينها وبين الدين، بينما يعرفها الغربيون الذين لا تحدهم تعاليم الدين وثوابت العقيدة بطريقتهم الخاصة، ولها عند الباحثين من المسلمين تعريف خاص بالنظر لأصولها الفلسفية ومضامينها التدريبية من خلال ثوابت العقيدة الإسلامية.
وهي بإيجاز علم باطني له ظاهر يدعي أهله أنه يحسن قدرة الفرد على التعامل مع الآخرين وقدرته على محاكاة المتميزين، وله باطن يركز على التنويم بإحداث “حالات وعي مغيّرة” لزرع بعض الأفكار إيجابية كانت أو سلبية فيما يسمونة اللاواعي بعد تغييب إدراك العقل والوعي، ومخاطرها الدينية والأخلاقية كثيرة جداً وإن تضمنت بعض فوائد التي فتنتن بها البعض.
-
العلاج بالتأمل الارتقائي Transcendental meditation:
أصله ممارسة هندوسية قديمة يعتقد ممارسوها إمكان ارتقاء الإنسان إلى مستويات عليا يكتسب فيها صفات ألوهية، وتتطلب الخروج من قيود التفكير الواعي الذي يربط الإنسان بواقعه وحدود صفاته وقدراته ، ومن ثم استخدمت كعلاج للخروج عن الشعور بالعجز أو الضعف أو المرض واكتساب قوى إضافية ! وقد وضع طريقتها المعاصرة المهاريشي يوجي عام 1955م وهي مسجلة باسمه دولياً، وقد اعتبرتها الولايات الأمريكية ممارسات دينية ومنعت تعليمها والتدريب عليها في المدارس العامة.
وصورتها: أن يجلس الفرد في مكان خافت الضوء متربعاً -كجلسة بوذا- مستقيم الظهر منخفض الذقن فاتحاً عينيه مركز النظر في نقطة أمامه حقيقة أو متخيلة ويحاول النفاذ منها إلى اللاشيء مع أخذ نفس عميق جداً وتهميش لكل الواقع حوله. وقد يستعين على ذلك بترديد كلمة لا معنى لها بصورة رتيبة أو يسمعها من آخر [5].
ويؤكد المدربون والمعالجون بهذه الطريقة أن الشخص المتأمل لا يستفيد من هذا التأمل تمام الفائدة إلا إذا لم يعد يعي بما حوله! فينسى نفسه وينسى مشكلاته ويسبح في خيالات قد يصاحبها شيء من تلاعب الشيطان ببني آدم في حالات خروجهم عن الوعي يظنها مزيداً من النجاح في العلاج وهي إمداد له في الغي.
ولا شك أن التركيز أو التفكر الهادئ في أصله من الأمور التي تعالج الضغوط النفسية المختلفة ولذلك يستخدمها الناس بفطرتهم أحياناً، ويستخدمها كل أصحاب دين أو منهج بطرق مختلفة، وأكمل طريقة لها ما جاء به الأنبياء وما حفظه لنا الله -عز وجل- في الدين الخاتم في العبادات المختلفة التي يكون فيها التركيز على هدف العبودية لله ومحاولة ففيها من التأمل (التفكر) والتركيز وغير ذلك وسائل لتزكية النفس ومعالجتها ما يغني عن تدريبات الاسترخاء والتأمل الوثنية ويعطي أضعاف نتائجها ولكن للأسف يجعلها بعض المسلمين أمثلة فقط للأصول الهندوسية أو الوثنية أو القوالب الغربية لها يقول الدكتور مالك بدري في كتابه: التفكر من المشاهدة إلى الشهود: ” التأمل الارتقائي كعلاج نفسي وجسمي ما هو إلا في الصورة الخارجية وفي القشور. أما اللب الحقيقي فهو في العبور من التأمل في المخلوقات إلى خالقها. وفي التوحيد الخالص لرب العالمين الذي لا تشوبه شائبة من شرك أو عقيدة فاسدة”.
فالعبادات في الإسلام كالصلاة والتفكر في خلق السموات والأرض وفي الأنفس والآفاق، ولحظات المحاسبة والتوبة، والتدبر لكلام الله، وتدبر الذكر ومعاني الدعوات تمنح المؤمن سكينة وطمأنينة وتمسح عنه عناء الضغوط المختلفة ليعود بعدها خلقاً آخر ولذا قال رسول الله ﷺ «عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير ،… وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن» ومن الإجحاف جعل هذه العبادات العظيمة التي شرعها الرحمن لعباده رحمة بهم، ورضيها عبادة منهم أمثلة على تطبيق التأمل التجاوزي أو الارتقائي!
-
العلاج بالتنفس العميق أو التجاوزي:
وهي معالجة نفسية مأخوذة من تطبيقات الأديان الشرقية القائمة على أهمية تجاوز الإنسان لكل ما يشعره بمحدوديته ويطلق خياله وينسيه واقعه ويجعله يستمد ما يعتقدونه من “الطاقة الكونية” ويسمونها (البرانا) أو (الهو) ويدخلها في جوفه ليتجاوز بها خصائص الإنسان العادي.
وتقوم هذه المعالجة على تمارين تركيز يتم فيها التنفس من الفم ومن الأنف بالتناوب بين الفتحتين بصورة عميقة جداً لإدخال أكبر كمية ممكنة من الأكسجين إلى الدماغ وخلايا الجسم مما يساعد على الدخول السريع في مرحلة الاسترخاء الكامل شبه غيبوبة [6]. ويستخدم العلاج بالتنفس العميق منفصلا أو متصلا بأنواع العلاجات الأخرى ويعده المدربون عليه خطوة لازمة للشعور بالنشوة والخروج من الواقع وتأثيره ، والدخول في حالات الوعي المغيرة التي يعدونها أساس العلاج النفسي الفاعل!
وفكرته قائمة على اعتقاد مشوه للغيب مبني على استنتاجات العقل فقط وتلاعب الشياطين دون التلقي عن عالم الغيب والشهادة عن طريق أنبيائه صلوات الله وسلامه عليهم، ويزعم متبنوه أنه علاج نفسي بدني روحي مبني على فهم المؤثرات الغيبية على الإنسان التي اكتشفها الشرقيون القدماء وأهمها وجود قوة سارية في الكون اسمها: “الكي”، أو “التشي” ، أو “البرانا”، يمكن للإنسان استمدادها وتدفيقها في أجساده غير المرئية للوصول إلى السلامة من الأمراض البدنية المستعصية، والوقاية من الاضطرابات النفسية والاكتئاب بل لاكتساب قدرات نفسية تأثيرية تمكنه من الوصول للنجاح وتغيير الناس ومعالجة أبدانهم ونفسياتهم بصورة كبيرة!
-
وتحت العلاج بالطاقة الحيوية تندرج كثير من الممارسات منها:
١- العلاج بالريكي: (وهو فرع علاجي متخصص من فروع العلاج بالطاقة تشمل تمارين وتدريبات يزعم المدربون فيها أنهم يفتحون منافذ الاتصال بالطاقة الكونية “كي” ويساعدون الناس على طريقة تدفيقها في أجسامهم، ممايزيد قوة الجسم وحيويته ويعطي الجسم قوة إبراء ومعالجة ذاتية كما تعطي صاحبها بعد ذلك القدرة على اللمسة العلاجية- بزعمهم- التي تجعلهم معالجين روحيين محترفين). وهي ممارسات وثنية يختلط فيها الدجل بالشعوذة والسحر وإن ادعى أصحابها تنمية القوى البشرية أو المعالجة النفسية.
٢- العلاج بـ”التشي كونغ”: وهو فرع من فروع الطاقة الباطني، تشمل تمارين وتدريبات لتدفيق طاقة “التشي” في الجسم، يزعمون أنها تحافظ عليه قوياً ومتوازناً وتحافظ على سلاسة سريان الطاقة في مساراتها مايزيد مناعة الجسم ومقاومته للأمراض فيعتبرونه علاجاً وقائياً من سائر الأمراض البدنية والنفسية والروحية! وهي كذلك ممارسة وثنية يختلط فيها الدجل بالشعوذة والسحر وإن ادعى أصحابها تنمية القوى البشرية أو المعالجة النفسية.
ويتداخل العلاج بالتنفس العميق والتنفس التحولي والتأمل الارتقائي مع العلاج بالطاقة من حيث تأكيد المعالجين أن ما يدخل الجسم أثناء التنفس العميق ليس هو الأكسجين وإنما هو طاقة “البرانا” التي تمنحه القوة والسعادة والشعور بالنشوة وتساعده على الدخول في مرحلة الاسترخاء الكامل والشعور بالتناغم مع الكون والوحدة مع الطاقة الكونية.
كما تم قولبة فكرة العلاج بالطاقة المبني على هذه الفكرة المنحرفة للغيب في قوالب إسلامية فزعم البعض أن الله هو الطاقة -تعالى الله عما يقولون- وفسروا على ذلك اسمه النور -تعالى عما يصفون- ومن ثم استحدثوا “العلاج بطاقة الأسماء الحسنى”، والعلاج “بأشعة: لا إله إلا الله”، والعلاج بتفريغ الطاقة السلبية المسببة للأمراض العضوية والنفسية السجود عن طريق تفريغ هذه الطاقة -المتكونة في الجسم من الشهوات والضغوط الاجتماعية ومن الأشعة الكهرومغناطيسية للأجهزة الإلكترونية – في الأرض عبر منافذ التفريغ في الأعضاء السبعة التي أمرنا بالسجود عليها!! سواء كان ذلك أثناء السجود في الصلاة المفروضة أو بممارسة السجود فقط للمعالجة !!
-
العلاج النفسي بتأثير خصائص نفسية لبعض الأشكال والأحجار والرموز:
وهي أنواع علاج تنبع من نفس التصور المشوه للكون والاعتقاد بالباطل بالألوهية والعلاقة التأثيرية بين الغيب والشهادة، فمن لا يعرف حقيقة المؤثرات الغيبية من نور الوحي يتخرص ويظن وقد يصيب أحياناً ولكنه يخطئ أكثر لقصور العقل عن تمام إدراك المغيبات ولتلاعب الجن والشياطين به، ومن هنا ظن كثير من الكفار بتأثير سري خفي لبعض الأشكال أو الحروف أو النجوم أو غير ذلك وتنوع العلاج بها على ضربين:
١- ما أدخلوه مع تحليل الشخصية وعلاجها: وحقيقة هذه الأنواع كهانة وعرافة بثوب جديد لا تختلف عن القول بأن من ولد في نجم كذا أو طالع كذا فهو كذا وحظه كذا !
وتحليل الشخصية أو بعض سماتها العلمي الذي يقوم به المختصون يختلف عن هذا الهراء الباطل فالتحليل الصحيح يعتمد على معطيات حقيقية وأسس سلوكية يستشف من خلالها بعض السمات العامة للشخصية، ويتضمن الدلالة على طريقة تعديل السيء منها وتعزيز الجيد ومن ثم تغيير الشخصية للأفضل أو ما نسميه التربية وتزكية النفس .
بينما تقوم النماذج الخاطئة للتحليل على روابط فلسفية وأسرار مدعاة مأخوذة من الكتب الدينية للوثنيات الشرقية وتنبؤات الكهان ودعاواهم كخصائص الحروف ومن ثم يكون من يبدأ اسمه بحرف كذا شخصيته كذا، أو من يحب اللون كذا فهو كذا، ومن يحب الحيوان كذا فهو ميال إلى كذا، وغير ذلك.
وقد يزين مروجوا هذا الباطل باطلهم ويلبسوه لبوس العلم والدراسات الاستقرائية حتى يظن من يسمعه لأول وهلة بوجود أسس منطقية يبنى عليها وحقيقة الأمر أنها مجرد قول بالظن الذي نهينا عنه من وجه كما أنها متعلقة بالتنجيم والاعتقاد بالكواكب وغيرها من وجه آخر ثم هي تصرف عن الحق الذي جاء به النبي ﷺ وعن ماتدل عليه العقول السليمة والمتوافق مع هدى النقل الصحيح.
٢- العلاج بالخصائص السرية (الفينغ شوي): ومنه العلاج بالقوة النفسية للأهرام. وفيه يُوجَه الشخص طالب العلاج لاقتناء شكل هرمي ويفضل أن يكون “أخضر اللون” يجلس فيه ليستمد طاقة وقوة نفسية كونية تعالج أمراضه كلها النفسية والعضوية وتمنحه الراحة والحيوية والقدرة على مواجهة ضغوط الحياة. هكذا يزعمون غافلين عما يقعون فيه من الشرك بالله والاعتماد على أسباب يدل العقل والشرع على بطلانها.
– العلاج بالخصائص السرية للأحجار الكريمة: حيث يدعي أهل هذا العلاج بأن الأحجار الكريمة والبلورات لها خصائص سرية تحسن صحة البدن والنمو الروحي والاستقرار النفسي وبحسب الناحية النفسية تحدد الأحجار المناسبة منها ما يزيد قدرة الشخص على التواصل الاجتماعي، ومنها ما يعالجه عضويًا، ومنها ما يزيد من الثقة بالنفس، ومنا ما يعادل النفسية بصحة عامة ويضمن الطمأنينة والتفاؤل! ولذا يوجهون طلاب العلاج إلى اختيار الأحجار المناسبة بدقة بحسب ما يوصي الخبراء وإما أن تلبس كحلي أو يحتفظ بها في جيب أو توضع في غرفة بحسب نوعية الأثر المطلوب تحقيقه.
ومن ذلك أيضاً العلاج بخصائص الروائح والألوان والبخور والشموع والإضاءات الخافتة أو التماثيل الرمزية (أصنام)! ويرى مروجو هذه العلاجات أن اليقين التام بها واتباع تعاليم المعالج هو الأساس في توفير المراد من الحماية والأجواء المفعمة بالأمل والحيوية .
هذه بإيجاز بعض أنواع العلاجات ولم أفصل في بيان باطلها، فذلك يطول ويكفي المؤمن معرفة أنها لا تخرج عن نوع من أنواع الشرك، نسأل الله العافية.
———————————————————–
الهوامش:
[1] . أنصح بقراءة كتابه العلاج النفسي والعلاج بالقرآن.
[2] . وهم من المهتمين بالسحر والأديان الوثنية والمشتغلين بالتقريب بين السحر والعلم والسحر والدين ونشر الفكر الوثني والتدريب على طقوسه بشكل دورات تدريبية.
[3] . كتاب خط الزمن و أساس الشخصية لتاد جيمس و وايت وود سمول.
[4] . وهؤلاء جميعاً يجهلون حقائق المؤثرات الغيبية على الإنسان من الجن والملائكة وغير ذلك ويحاولون تفسير الإنسان وسلوكه وماضيه ومستقبله بمعزل عن هدى ونور الرسالات السماوية التي من مهماتها تعريف الإنسان بنفسه وطرق سياستها وتزكيتها في الدنيا وقيادتها للفلاح في الآخرة.
[5] وتسمى مانترا : وغالباً هي أسماء طواغيت في الوثنيات المختلفة مثل : أوم..أوم ..أوم . دام …دام …دام .
[6] وقد تضرر كثير من الممارسين للتنفس العميق نتيجة إدخال جرعات كبيرة من الأكسجين إلى الدماغ ومنهم من وصل لحالات هلوسة . والعجيب أن المدربين قد يعتبرون هذا تجربة روحية فريدة ! |