رقم | ط / ١٥١
تاريخ | ١٨ / ٤ / ١٤٤٤ هـ
• السؤال:
عن التأمل: إعلان عن ورشة (الرقص التأملي للتشافي)..
• الإجابة:
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
لا شك بأن الحركة مفيدة للجسم كثيرًا، وأن عدم الحركة سواء كان بالعكوف على عمل معين أو بدون عمل شيء كالخمول -مثلاً- مضرٌ بالصحة حالاً ومآلاً؛ فالحركة فيها فوائد كثيرة، فكيف إذا كانت مرتبة ومقننة كما في التمارين الرياضية، وكما في المشي في هواء طلق وكذلك الجري.
أولى فوائد هذين التمرينين هو التخلص من التوتر وضغط الأعصاب التي تؤثر على البدن عضويًا على الرغم من أنها انفعالات نفسية.
أما “الرقص” وإدخاله بالتأمل بالإضافة إلى التشافي؛ فهو ظلمات بعضها فوق بعض، وهو فعل الصوفية البحت، فهم الذين يزعمون فوائد الرقص مع التأمل وأعني منهم -أي الصوفية- الشرقيين من الهندوس والبوذيين، فمثلاً من مزاعمهم في التأمل: أنه يبدأ بتخيل شلال من النور يدخل للقلب وتخيلات لخروج مشاعر سلبية ودخول طاقة إيجابية. ثم يدّعي أصحابه أن التجليات والشفاء والأمنيات تحدث بعدها.
فالكلام والمزاعم والدعاوى في التأمل مكررة، لكن بالإضافة أو التحسينات المزعومة، وفي النهاية استغناء عن هدي الكتاب والسنة وما فيه من تزكية النفس، وإراحة القلب والجسد من المتاعب.
فادعاء أن الروح تكون “مستقبلة” بعد هذا التمرينات المخترعة؛ ادعاء يفتقر لدليل ولا تقبل فيه التجربة؛ لأن التعامل مع الروح تعامل مع غيب، فمن أين لهم أنها بعد هذه الممارسة صارت مستعدة لاستقبال الصفات الإيجابية، أو يحصل لها الشفاء والعافية؟
فالممارسات والطقوس التي تزعم أنها تريح الروح وتصلحها وتجلب لها الفضائل ما هي إلا ممارسات وطقوس مزاحمة للعبادات، وبدائل تقدم لتزكية الروح على غير هدي الكتاب والسنة، ولو سموها تمارين.
والحمد لله الذي جعل للمؤمن فرقانًا يميز به بين الحق والباطل، كما عند السائلة من استنكار لهذه الممارسة، زادنا الله هدى وتقوى ونورًا وإيمانًا ومن كل فتنة وسوء وقانا، آمين.
هذا والله أعلم.
المجيب: د. جوزاء بنت مساعد السعدون
أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة المساعد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
قناة اسأل البيضاء:
https://t.me/ask_albaydha