ما هو الرايك؟

المشاهدات : 494

• نص السؤال : 

ما سبب تحريم الرايك؟ ما الدليل؟ الرايك اقدر أسويه أنا بنفسي، الرايك عبارة أنك تعيش اللحظات قبل الصدمة بس.

مثلاً أب ضرب ابنه بعمر 3سنوات وهنا الطفل حصلت له صدمة، والرايك يرجعك قبل الصدمة بس.

• الإجابة:

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله:

(الرايك) -بحسب تعريف المروجين له- ممارسة حديثة تهدف إلى التحرر من الصدمات العاطفية. فيرون أن كل المشاكل النفسية والمرض والفشل في الحياة يكون بسبب صدمات عاطفية حاصلة في الطفولة.

ويعتقدون أن العلاج يحصل بممارسة (الرايك) وذلك من خلال العودة للماضي، وتحديداً إلى ما قبل حدوث الصدمة بقليل، في سبع خطوات يستطيع الشخص تطبيقها بنفسه أو الاستعانة بمعالج مختص.

ويُنسب ابتكار هذه التقنية إلى شخص يُدعى (محمد الكيلاني) والذي يُرجع الفضل باكتشاف هذا النوع من الممارسة إلى طبيب النفس النمساوي (وليم رايخ) أو (فيلهلم رايش).

وللحكم على هذه الممارسة لابد من الرجوع إلى أهل الاختصاص في علم النفس، وقد أفادوا مشكورين بأن هذه الممارسة غير مستخدمة في الأوساط العلمية والمروجون لها يفتقرون للتخصص، بالتالي فإنه لا يمكن التعويل عليها في العلاج. ويمكن إجمال الإشكال فيها من الناحية العلمية من عدة أوجه، منها:

– التوسيع في إطلاق مفهوم الصدمة؛ حيث أن مفهوم الصدمة في علم النفس إنما يُطلق على الصدمة العنيفة القوية، أما هنا فقد تم تبني المفهوم التحليلي للصدمات ليشمل مفهوم الحرمان العاطفي عموماً مع ادخال مفهوم الأذية بأشكالها المتنوعة التي قد يتعرض لها الطفل.

– إرجاع كل المشاكل في حياة الإنسان إلى الصدمات الحاصلة في الطفولة، وهذا غير صحيح إطلاقاً؛ فالصدمات في الطفولة عامل من ضمن العوامل الأخرى الكثيرة جداً، والتي لا تعمل بشكل مستقل بل لابد لها من وجود مسببات ومؤثرات وروابط أخرى حتى تؤدي إلى نتائج مؤثرة.

– أن معالجة الصدمات في علم النفس يكون من خلال أساليب وطرق علمية مختلفة ومتفاوتة في القوة وثبوت الأثر؛ إلا أن تقنية (الرايك) بهذه الطريقة لا تندرج تحت أي منها ولا توجد دراسات علمية صحيحة وثابتة تدعمها.

فخلاصة الحكم على هذه الممارسة من الناحية العلمية أنها تقع ضمن العلوم الزائفة المفتقرة للتجربة العلمية الصحيحة والمطردة؛ بالتالي لا يمكن اعتبارها من الوسائل العلاجية.

أما من الناحية الشرعية فبالإضافة إلى عدم الثبوت العلمي، فإنه وبعد متابعة ما يتعلق بهذه الممارسة تبين أن (محمد الكيلاني) من المتبنين والمروجين للروحانيات والفلسفات الشرقية وأمره في ذلك صريح جداً، وفي شرحه لهذه الطريقة فإنه يربطها بعقيدة الطاقة الكونية وما يتعلق بها من الاعتقاد بوجود الشاكرات والمجال الطاقي وغيره، مع محاولته الفاشلة لإضفاء نوع من العلمية الزائفة بنسبتها للطبيب النفسي (رايخ).

وعلى ذلك فإن لا يجوز اللجوء إلى استعمال هذه الممارسة، وتعتبر من الأمور المحرمة التي اجتمع فيها عدم الثبوت العلمي إضافة إلى ربطها بعلم الطاقة الزائف، وبالعقائد الشرقية الكفرية والفلسفات الباطلة.

ويجب على من أراد علاج أي مشاكل صحية أو نفسية أن يأخذ بأسباب العلاج الشرعية الثابتة والكونية الصحيحة والمعتبرة وأخذها من أهل الاختصاص. مع صدق اللجوء والتوكل واليقين بالله سبحانه وتعالى.

ومما لابد منه، التنبيه إلى خطورة ما يسعى إليه (محمد الكيلاني) وغيره من الروحانيين من إحياءٍ لتراث المدعو (رايخ). وهذا الأخير طبيب نمساوي ومحلل نفسي من أعضاء الجيل الثاني من المحللين النفسيين بعد (سيجموند فرويد). وهذا المدعو (رايخ) قد طوّر مفهوم طاقة (اللبيدو) عند فرويد إلى ما أسماه بطاقة (الأورجون)، أو طاقة الكون الحيوية، أو طاقة الحياة. وادعى أنه يتم توليد هذه الطاقة من خلال تحفيز شهوات الجسد.

وقد عمل (رايخ) على تصنيع جهاز خاص أو صندوق يعمل على استقطاب الطاقة الكونية وادعى أن بالإمكان معالجة جميع الأمراض -ومن ذلك مرض السرطان- من خلال جلوس المريض داخل هذا الصندوق واستقطاب طاقة (الأورجون) التي تساعده المريض-بزعمه- على الشفاء وتنشيط مجاله الحيوي.  

وقد اعتبرت أبحاثه في الغرب غير ثابتة علمياً وأن ما قدمه حول هذا المفهوم من العلوم الزائفة ووصف بالكذب والضلالة، مما أدى إلى إيقافه وسحب رخصة ممارسة الطب منه، ومُنع بأمر قضائي تداول كل ما يتعلق بمكتشفاته من موادٍ وأدوات، ثم أنه سجن على إثر انتهاكه للقرار القضائي ومات في سجنه.

وقد حظي (رايخ) في الأونة الأخيرة بحفاوة الروحانيين وعلى رأسهم (أوشو)؛ حيث يرون أنه يجب البدء بتدريس علم (رايخ) الذي يساعد على ولادة الإنسان من جديد، وإلقاء جمع العلوم الأخرى في سلة المهملات. وقد أطلق (أوشو) عليه اسم (سيّد علم التانترا الحديث)، وهذا العلم يعتبره (أوشو) هو الطريق إلى الاتحاد بالكون أو الإله؛ حيث يرى أن ممارسة الشهوات الجسدية هو طريق إلى الروحانية.

ومن المؤسف أن يعمل (الكيلاني) إلى محاولة إعادة إحياء ونشر تراث (رايخ) البائد، بصورة ملبسة حيث يدعي لها العلمية الزائفة من خلال الربط بالعلوم النفسية المعتبرة.

نعوذ بالله من حالهم ونسأل الله السلامة والثبات، هذا والله تعالى أعلم.

_

المجيب:

أ. نسرين بنت علي الجطيلي

ماجستير عقيدة ومذاهب معاصرة ، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

الوسم المرجعي: #الوعي_والنفس_والعقل_الباطن 

قناة اسأل البيضاء: 

‏https://t.me/ask_albaydha

الأرشيف

الدلالة الاصطلاحية لما يسمى ب الشيفتنج (Shifting) في طرح الروحانيين المعاصرين
الجرافيوثيرابي 
القائمة