رقم : ط / ١٣٢
تاريخ : ١٤ / ٣ / ١٤٤٤ هـ
• نص السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله تعالى في جهودكم…
ممكن توضحون لنا ما المقصود بالتأريض وما علاقته بالطاقة الكونية؟
• الإجابة :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
“التأريض”: مصطلح فيزيائي يعني إحداث اتصال مباشر بين منظومة أو شبكة كهربائية من جانب وبين الأرض من جانب آخر، وذلك من أجل تحقيق الأمان للشبكة الكهربائية ومستخدميها، لتفريغ الشحنات الكهربائية الزائدة أو المتسربة إلى الأرض وفق وسائل علمية”.
وكعادة بعض المروجين للطاقة الوثنية الفلسفية في سرقة المصطلحات العلمية وتضمينها معنى مخالف، فسرقوا هذا المصطلح العلمي وزعموا أن له علاقة باكتساب الطاقة الكونية الوثنية.
فزعموا أن للأرض “طاقة شافية” من الأمراض والشرور يمتصها الإنسان! من خلال ما أسموه التجذر! والاتصال بطاقة الأرض! عن طريق الوقوف على الأرض، وترديد توكيد: “قوة الأرض تمدني بالثقة والإصرار! قوة الأرض تعطيني الحماس والراحة والبهجة!
ثم أن تتخيل أنك شجرة تتجذر في أعماق الأرض إلى أن تصل إلى مخزون الأرض من الطاقة! ومع كل زفير تخيل تصريف الطاقه السلبية” انتهى.
وهذا بلا شك من المزاعم الباطلة المعتادة للمروجين لهذا المعتقد المنحرف الخطير على العقيدة الصحيحة والذي يحتوي على مخالفات عقدية خطيرة منها أنه من الأسباب الشركية التي لم يجعلها الله تعالى أسباباً كونية ولا شرعية للشفاء
يراجع الإجابات السابقة للقناة، اضغط هنا
ومن ذلك: دعاوى تفريغ الطاقات السلبية واستمداد الطاقات الإيجابية واستخدام مصطلح الطاقة على غير معانيها العلمية المعروفة، وإنما على استعمالاتها الفلسفية التي منها ما يعتقده أهل الأديان الوثنية المتمحورة حول الأرض من أن للأرض روحاً عظيمة وطاقة اسمها “جيا”، وأنها مؤثرة في الإنسان إذا ما تناغم معها، وتمنحه الصحة والسكينة وتخلصه من الأمراض! – عياذا بالله تعالى-.
ولا شك أن ما سبق معتقدات شركية ضالة مناقضة للتوحيد، فإن الأرض من مخلوقات الله تعالى التي لا تملك شفاء ولا نفعًا ولا ضرًا والتماس طاقة الشفاء المزعومة منها من الأسباب الشركية المعروفة في أصلها الوثني.
والله تبارك وتعالى حذرنا من الشرك فقال تعالى: {قُل إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنها وَما بَطَنَ وَالإِثمَ وَالبَغيَ بِغَيرِ الحَقِّ وَأَن تُشرِكوا بِاللَّهِ ما لَم يُنَزِّل بِهِ سُلطانًا وَأَن تَقولوا عَلَى اللَّهِ ما لا تَعلَمونَ} [الأعراف: 33] وقال سبحانه: {أَيُشرِكونَ ما لا يَخلُقُ شَيئًا وَهُم يُخلَقونَ وَلا يَستَطيعونَ لَهُم نَصرًا وَلا أَنفُسَهُم يَنصُرونَ}، وقال: {إِنَّهُ مَن يُشرِك بِاللَّهِ فَقَد حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيهِ الجَنَّةَ وَمَأواهُ النّارُ وَما لِلظّالِمينَ مِن أَنصارٍ}.
أعاذنا اللَّه وإياكم من الشرك قليله وكثيره، ونسأل الله تعالى للجميع الثبات على التوحيد.
هذا والله أعلم.
المجيب : د. ثريا بنت إبراهيم السيف
دكتوراه في العقيدة والمذاهب المعاصرة، جامعة المجمعة.
الوسم المرجعي : #ممارسات_الطاقة_والطب_البديل
قناة اسأل البيضاء:
https://t.me/ask_albaydha