رقم | د / ٢ / ١١
تاريخ | ٢٣ / ٦ / ١٤٤٤ هـ
• السؤال :
“حدائق الزن” هل يوجد فيها محظور شرعي؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ
• الإجابة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد:
الزن أو (جان/تشان): شكل من أشكال بوذية المهايانا، وهي فلسفة قائمة على طلب الاندماج مع الطبيعة غير المجزأة أو بلوغ (الوحدة)= الاستنارة من خلال التأمل العميق.
ترتبط جذورها بالبوذي الهندي (بوذيدارما)الذي ينسب له الحصول على الاستنارة من خلال التحديق المستمر في حائط لمدة ١٩ عاماً.
وحدائق الزن امتداد لهذه الفلسفة، فهي حدائق (مخصوصة) مفتعلة لتأمل النساك في معابد طائفة الزن البوذية.
أبرز عناصر حديقة الزن ورمزيتها الفلسفية:
الماء: حديقة الزن جافة لا تحتوي على ماء، وإنما يرتب الرمل والحصى ليشكل تموجات الماء، ويرمز ذلك لديهم إلى التدفق والوفرة .
الصخور: ترمز لديهم للدوام والاستمرار واستجلاب قوى الطبيعة.
ولهذا فترتيب حدائق الزن لا يقوم على اعتبارات ذوقية أو شكلية جمالية، وإنما ترتيبها يقوم على معتقدات فلسفية صرفة، كالفونج شوي، واليان يانج.
وعلى الاعتقاد بأن ترتيب العناصر بهذه الطريقة يؤدي إلى تناغم الطبيعة، و يسمح بتدفق طاقة كونية، فيندمج الناسك البوذي معها من خلال التأمل والسكون، الذي يوصله إلى (الخطفة) ومن ثم الاستنارة الكلية.
وهذه هي الغاية المنشودة عندهم في الحياة وسبب للتخلص من العذاب.
ويعتقدون أن هذه البقعة المرتبة من الحديقة وفق هذه القواعد الفلسفية، هي لوحة مصغرة من الكون، يسعى البوذي بأن يكون واحداً معه، ولهذا قد تستبدل الحديقة بلوحة خشبية ترمز لما سبق.
والارتباط بمظاهر الطبيعة وتعظيمها واعتقاد تأثيرها، أمر يتكرر عند كثير من الفلسفات المنحرفة عن عبادة الله تعالى.
وعلى ذلك:
فإن حدائق الزن ليست حدائق عامة وإنما هي حدائق المعابد البوذية ونساك (الزازان زن).
وعلى افتراض انفصالها عن فلسفتها القديمة؛ فبقاء اسمها رمز ظاهر ورابط قوي بجذورها الفلسفية.
وما فيها من جمال الطبيعة لا يختص بها، بل يوجد في غيرها من الحدائق.
وبالتالي فالواجب على المسلم الابتعاد عن مظاهر المشركين ومعتقداتهم و الترويج لأسمائها المميزة لهم ، ففي الحديث الصحيح عن ثابت بن الضحاك -رضي الله عنه- قال: ” نذر رجل أن ينحر إبلاً ببوانة، فسأل النبي ﷺ فقال: [هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يُعبد؟ ..هل كان فيها عيد من أعيادهم؟ ..].
تحذيراً من التشبه بهم وإحياء طقوسهم وأماكن عباداتهم أوالظن بالمتلبس بها سوءاً.
هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
المجيب: أ.هناء بنت حمد النفجان
باحثة دكتوراه بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
قناة اسأل البيضاء:
https://t.me/ask_albaydha
.